الدكتور محمد جمال طحّان وتعدّد الزوجات الأدبيّة-محمود محمد أسد – حلب - سوريا
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

الدكتور محمد جمال طحّان وتعدّد الزوجات الأدبيّة

  محمود محمد أسد    

يصعب على المرء أن يحمل بيد واحدة أكثر من بطّيخة ، ولكنّ هذا الحمل والعبء قام به العديد من الأدباء والمفكرين الذين وجدوا في أنفسهم رغبة ملحّة في الإبداع وجرأة على اقتراف إثم الكتابة بأنواعها وأجناسها كالدكتور طه حسين وعباس محمود العقاد وإبراهيم عبد القادر المازني والدكتور أحمد زياد محبّك وممدوح عدوان وشوقي بغدادي ومحمد أبو معتوق وغيرهم .. ومنهم من وجد نفسه في جنس أدبي إبداعي أخلص له واختصّ به كالروائي حنّامينه ونزار قباني والجواهري .. وتعددت الآراء ووجهات النظر في ظاهرة تعدّد الإبداع لدى الكثيرين على مستوى المبدع نفسه أو المتابع . فكان هناك مؤيّد يدافع ويقرٌّ بطاقة المبدع وأهمية التنويع وهناك معارض يعتبر الإخلاص للجنس الأدبي ميزةً لصالح المبدع ، فيبرز وينمو إبداعه بشكل مدروسٍِ متأنّ . وهذا التعدد يحمله على كاهله وبين جوانحه  (محمد جمال طحان) تراه أمامك باحثاً وقاصّاً وشاعراً وصحفياً ..

 في صحبتنا كائن بشري لا يعرف التعب ولا يستكين لليأس ، تجري في دمه نبضات الإبداع ، هذه النبضات التي تخفي وراءها حسّاً مرهفاً ولكنه حادّ ، صمته مريب ولكنه كتابة وإبداع وعملية مخاض لصيد ثمين .. نظراته لاقطة دقائق الأمور التي لا يتركها تفلت من قلمه . يضعك أمام مفارق طرق ، وأنت محاصرٌ بالأسئلة التي يلاحقك بها ، ويزرعها أمامك . وكأنّه يريد أن يقول لك :إياك أن تكون حياديّاً أمام مجريات الحياة . أسئلته تسكب الكثير من جمْر الحياة ولسعات المحيط القريب والبعيد .. تقرؤه صحفياً فتلمس حرارةً البوح ، وترى اتّساع الجرح الذي يعبّر عنه ، ويعْبر منه إلى بوابات ، أغلبها مغلق .. فيحمل جراحه محتملاً قسوتها وثقل مفردات الواقع . وما هذا الجرح إلا جراحٌ تحيط بنا جميعاً . يقدّم جملةً قصصية مركّزة لها خصوصياتها ، لاتعرف التكلّف ، ولا تبحث عن سلطة أخرى غير سلطة الحالة التي تسيطر عليه ، هذه الجمل القصصيّة التي قدّمها في زوايا صحفيّة وقدْ جمعها في أكثر من كتاب (مشاغبات فكرية، هكذا تكلّمت حورية ) وعلى الطريق (امنحوني فرصة للكلام ومساهمات كلامية).. وفي هذه المقالات التي مازالت ترفد الصحف والمجلات الكثير من القضايا الفكرية ، وتغطي النشاطات الأدبية والثقافية ومافيها من مساجلات ونقد وقضايا ساخنة . يعلن منْ منْبرها رؤيته لكثير من القضايا التي تشغل الشارع الثقافي . وطبيعي أن يعبّر عن رؤيته وهو الذي اختصّ في الفلسفة وعلم الاجتماع وقد حاز على شهادة الدكتوراه في الفلسفة .

يعتبر الدكتور محمد جمال طحان تجديد اللغة ضرورياً ولكنّه لا يعني تغييرها فيقول في صحيفة الجماهير :(( إنّ اللغة كائن خاضع لعوامل التجدّد والتطوّر باختلاف الزمان والمكان والوضع ، لذا فإنّ التفكير في إصلاحها يقتضي إصلاح الحياة لدى المتحدّ ثين بها . وهذا معناه أنّ محاولة التجديد لا تجدي حين تنحصر في مفردات اللغة وتركيبها دون النظر في الارتفاع بالمستوى المعرفي والأخلاقي لأصحابها ، وهذا يكون في جدلية ترابطية تحدث بالتساوق مع الارتفاع بكلًّ من اللغة والحياة إلى مستوى المعاصرة المرجوّة لا الكائنة فحسب.)) فالدكتور محمد جمال طحان يقدّم زخم أفكاره المتأجّجة في معترك الحياة . يقولها بهدوء ، ولكنها تبعث فينا بركاناً من التساؤلات .

وهو شاعرٌ ينسج الشعر ويعْزف عليه بأشكاله المختلفة وله تجربة في الشعر الشعبي ، فقد نشر ديوان (عشرة زمن يا آه/ عام ألف وتسعمئة وخمسة وثمانين ،وله ديوان مشترك بعنوان ( شرفات للجمر ) بالاشتراك مع الشاعر فواز حجو والشاعر عامر دبك .
وفاز بالجائزة الأولى في مسابقة محافظة حلب وكانت الجائزة مناصفة مع الشاعر فواز حجو . ومازال ينشر قصائده في الصحف والدوريات وفي جعبته ثلاثة دواوين تعٌّد للنشر وهي (الطاعون ) و(رويداً أيتها العابثة )
و(ولاويل بيروت ). وعبّر الشاعر عن رأيه في قصيدة (النثر) ونشره في صحيفة الجماهير (الشعر الميتاحر) فقال : (( لافرق .. التسمية ليست مهمّة ولكنّ المهمّ في الشعر أن يصدر عنْ ذاتٍ قلقةٍ تضيف بعْداً ثالثاً للنص بعْداً يقتحم ذائقة المتلقّي فيشعر به .. لاشكًّ أنًّ هناك كلماتٍ مرصوفةً تفْتقد المعنى .. تُقْرأ من اليسار إلى اليمين ومن الأعلى إلى الأسفل وبالعكس ..))  ثم يقول ..(( لا بل جلَّ ما تدعو إليه أن ينْطلِق الشاعر حرّاً ليعبَِّر عن شعوره بطريقة عفوية يشاؤها مزاجه وليكن ذلك شعراً عمودياً أو حرّاً ..)) وهذا رأي فيه الكثير من المعايشة والملامسة والكثير من الحيادَّية والموضوعيّة الدبلوماسيّة ، ورغم أنه يدعوك للتوقّف عنْد كلَّ جملةٍ وكلمةٍ ، فلا بدَّ من إبداء وجهة النظر ، فأرى أنَّ الشاعر حرٌ ومزاجيٌ ، ولكن حرّيته لا تفهم تجاوزاً وإلغاءً وتطاولاً كيلا تختلط الأوراق وتضيع المعايير وتتداخل المصطلحات ..

في قصائده تساؤلاتٌ تتناسبُ مع زخم الصراعِ والمعاناة وأجزمُ أنَّ النص الإبداعيّ الذي لا يطرح أسئلةً ولا يثير الذّهْن ويقْدح الذاكرة نصٌّ أجوف وأقرب إلى الشَّلل ،
في قصائده يبْدو ملْمح الحزن شفّافاً بالرؤية وحادَّ الملمس ، ففي قصيدة (ترنيمة الغائب) يقول :/ يامَنْ على جنح الرياح / تبثّني / شوقاً وترجو أن أعود / لتكتوي بسؤالنا : / ومتى تعود / عينين من عسلٍ وماء ؟/
نضب الهواء .. نضب الهواء / . ومن بعد هذا التساؤل يصبّ حيرته وقلقه المشحونين بشريط الذكريات الذي مازال يتًّقد ويلْهبُ ذاته المعذّبة .
/ سأعود يا بنت الهدى / سأعود يا صمْت الهدى / وسأنْثر الشمس الشريدة / في ثنايا راحتيك / هي غيْبةٌ .. هي غيْبةٌ / ولقد تطولُ / لكن عودتي آتية ../

في شعر الشاعر وضوحٌ ولكن ليس مجَّانيّاً وباهتاً .. إنه وضوحٌ وراءه لغةٌ محمولةُ على جناح الفكرة التي لا تتنافى مع المناخ الشعري الذي نراه غائباً في كثير من القصائد المعاصرة .
التوقف أمام قصيدة (سّر الغياب) والولوج إلى مفاتيحها يوضّحُ ذلك . وهي ليست عصيَّةً على الفهم والتفسير / عبدالله الآن ترجَّلَ / لم يخجلْ / واستيقظ فيه صوتُ الوعد / الشمس أضاءتْ ما تجهل / لم يرحَلْ عبدالله ولم يقْتل / أخفاهُ الذئبُ الكامن فيه / لقتل أخيه / والظلم امتدّ / فبدا أسراباً مِنْ حَمَأٍ / تتخفَّى في ثوب الكلمة / تتسرَّبُ فينا كالطاعون لا ترتد/ وتكشَّف عبدالله لنا / أميركيّاً / 
الشمس أضاءتْ ما يمتدّ / فهوتْ نجمه / وتغيّبَ عبدالله بها / من غير وداع / فليرْحمه ولْيرْحمنا الله / كي نبقى نبحث عنَّا / قد تلقانا وفّينا / بعض من بعض منَّا / لم يتدَنَّسْ بعد /
 هذه القصيدة حبكت من خلال فعل قصصي متلاحق ، تنوَّع فيه الضمير الذي أكسب القصيدة إيقاعاً جميلاً وألبسها الحالة التي تستحقُّ رغم بساطة التعبير والنسيج اللغوي . وشيءٌ من هذا يظهر في قصيدة / طلقة حبّ أنثوية / الذي يثير فيها زوبعة من التساؤلات الحارّة والتي تعبّرُ عن حالة واحدة من حالات تساؤل المحبّ :/ علامَ أحبُّكَ / وأنت سلاحٌ بغير زناد / وأنتَ طقوسٌ بدون صلاة/ وأنت خزائن ملأى فراغ ..؟ / علامَ أحبّكَ / وأنت لهاثٌ وراء الضباب / وأنت الضجر …/ وماذا أقبّلُ في وجنتيك / ففودٌ بشيبٍ وخدٌّ خشون ، وتبقى الحفر / علامَ أحبُّك قد فاجأَتني / بجوفك نارٌ ، بعينَيْكَ حقدٌ بشتّى الصور../ .
                                               
   لدى الشاعر جملة شعرية حادَّةٌ وصارخة ، ولكنها مسوَّرةٌ باللحظة الآنية التي تتحكم بمشاعر الشاعر وهذا يكون لصالح الشعر إن أُحْسِنَ توظيفُهُ . ففي قصيدة (صدفة ذات مساء) – ومافي العنوان من التباس لغوي – يبرز الخيال جليّاً وتتَّضِحُ آلية الحركة النفسيَّة والمادية التي لا تضنُّ عليها بجمال الدهشة على مستوى اللون والحركة والتخييل ..
/ موجع صمتنا / حينما نلتقي في الطريق / صدفة بعد عام / تلتقي الأعين الشاحبة /
/ تَسْحَبُ الصدمةُ الداكنة / من شفاه عمرنا الكلام / صوتك الناعم الرقيق / يجرح راحتي تأوُّهاً / مرحباً يا صديق / ترتجف يدي في يديكِ / تَرْتَعشين قارورةً في العراء/ يزحف الوقت على شفا خدَّكِ الناعس / يُقْرِئ نبضُكِ دهشتي السلام / ويمَّحي الكلام /…. المتابعُ لإبداعِ وكتابات محمد جمال طحان يلحظ أنَّ الكاتب لايوفر لنفسهِ لحظة البوح ، ولايتركها تهربُ منه وأمام مرأى عينيه . بل يصطاد الجزئيات ويلتقطها بحنكة المبدعِ القادر على إعادة صياغتها في قالب جميل موحٍ وبقدرة على تمثُّل الحالة ، وإن كان هذا يدفعه إلى شيءٍ من الإسفاف والجرأة والعادية . والشاعر لا يخمد غضبه أمام القضايا الكبرى بل يحاولُ أن يبسط جَمْرَ غضبه وسعيرَ احتجاجه علَّهُ يزحف ويستقرُّ في نفوس الآخرين . فانتفاضة الأرض المحتلة ألهبت مشاعره فعبَّر عنها بقصيدة (إعلان) وجاء فيها : / ليدٍ تفتّشُ عن حجر / ولطفلةٍ ندعو الإله لكي يبدَّلَ غيْمَهُ / فيصير نصف الغيث ينْهمر الحجرْ / غير الذي كالقطنِ يعدو هارباً / غير الذي يهمي على مهلِ ليورِقَ في الشَّجر / غير الذي يقتات من نبضاته ليل السمر / غير الذي ترجوه عاشقةٌ على خدَّ القمر / مطرٌ أبابيلٌ وسجَيلٌ مطر / مطرتشكّلَ من سقر / .
شاعرنا لا تقلقه اللفظةُ والبحثُ عن الغريب والجريُ وراء مالايرى ومالايسمع ، بل يُقْنِعُ الآخر بأنَّه شاعر فحسب . بأنَّه شاعرٌ قلقٌ ، وقلقُهُ جميل وليس مجَّانياً مُنَفِّراً بل يجعلك تسايره ، وتقترب منه وهذه إحدى حالات التواصل مع الآخر . هذا التواصل الذي يقطَّعُهُ الشعراءُ ، ولايكترثون به . وفي حديث صحفي أجراهُ معه عامر دبك وأوهام العبدالله : عبَّر عن وجهة نظره في الحالة الشعرية والتعبير عنها فقال : " الشعر حالة للحبَّ تستعصي على الفهم ، والقصيدة كما الحبّ تموت بالتفسير ليحيا النثر ، والشعر لا يكتب إلا حين يتضخَّم الوعي بالذات لدرجة أنْ يكفَّ عن كونه وعيا . عندما يصبح العالم الخارجي جزءاً منّي ، متوحَّداً معي ، حينذاك فقط أصبح وإيّاه موضوعاً لشعوري .. يؤرَّقني فلا أستطيعُ أنْ أتخلّى عن آلامي إلا بخلقه في كلمات "
هذه فلسفة شعرية فيها الكثير من النضج والوعي وهي ذاتُ صبغة شعورية ولكنها قد تقولُ مالا يقوله غيره .
وللدكتور محمد جمال طحان في مجال القصة نصيب ، وقد نشر الكثيرَ من قصصه في الصحف والدوريات وقد أعدَّ مجموعة بعنوان (حالات سرَّيّة ) وهي في طريقها للنشر . وهو القائلُ عن هذا التزاوج والتنوّع : "إنني أحاول الشعر والقصّة والمقالة ويقترفني البحث ، وأعتقد أنَّني أفْعَلُ ذلك لأنَّ مايحتمله جنس أدبي ، لايحتمله جنس آخر ..أحياناً يداهمني الصمْتُ فأتفوَّهُ بالشعر ، وبعد أن تتراكم أيَّام صمتي وقهري فإنَّني أفرّج عن كآبتي بالبحث ، علَّني أفتح ثغرةً في جدار الرّعْبِ الذي يحتويني كما يحتوي الآخرين الذين يؤرَّقني عدم قدرتهم على الإباحة بهواجسهم ، ربَّما لأنَّهم ممنوعون من الكلام ، سواء أكان ذلك من عامل خارجي أو منْ هذا القزم الذي زرعوه مراقباً في عقولنا " هذه الجمل وراءها الكثيرُ من التوصيف والتحليل ، وتدعونا لقراءتها مراراً للتفكير فيما وراء السطور ، وتوحي إلينا بما يمكن قوله عنْ هذا المبدع الذي وجد في القصة " فشة خلق " له ، فهو قاصٌّ عفوي جريء ، لايبحث عن شكل ، ولا ترهقهُ الأفكارُ التي تركها لأبحاثِهِ ودراساتهِ وتخصُّصهِ وهذا لايعني أنَّ قصصهُ فارغةٌ من الفكرِ . فهو ينسج قصّتَهُ ويتركها ترسم مسارها دون عناء .. فلا يُشْغل بالَهُ بالقضايا الكبرى والقضايا الفلسفية .
في قصصه يجمع نُتَفَ الحياة والحكايا اليومية وقصص البيت والعلاقات الخاصة لدرجة تجعلك تتلمَّس جوانب حياته على مستوى الأشخاص والأصدقاء والأسرة . ينقلها بحبّ ورغبة دون رهبة ، وقد يتجاوز المألوف عندما يدخلك للقصَّة بلا مقدّمات سوى حديثٍ تظنُّه لاعلاقة له بالقصة . ولايسعى في قصصه إلى إنشاء لغة شعرية أو مواقف شاعرية ، وغالباً ما يكون أكثر واقعية وتسجيلية ولكنه لا يصادرُ الحالة والحدث بل يتركهما على سجيتهما ، فيشدّك إليه من الجملة الأولى ولكنه يفاجئك بشيء غير متوقع في نهاية القصة . وهو يسعى إلى توليد الحالات من حالة واحدة في قصصه . فيبدأ بحدث بسيط ، ثمَّ يُشعَّبُهُ لأحداث وجزيئات ، ولكنها تلتقي مع الحدث الأول . وتنتقل من الخاصَّ إلى العام . وهذا ما نراه في قصة (تداعيات يوم في مقهى الموعد ) وفي قصة (الممسوس) وقصة (شيء يشبه الدائرة شيء يشبه الزكام ) و( إعلان مؤجّل ) وأديبنا مِمَّنْ يغني قصصه بالطرافة واللامعقول ويجازف في التغيير والارتجال بين قراءة وأخرى . ويعبّرُ عن أشياء آنيّة تنبع من لحظتها الراهنة ولا وجود لها في النصَّ الأصلي ، وهذا ما يربك النصَّ المقروء بل المسموع ، ولكنه لا يثقل نصوصه بالرمز وإن وظفه جاء شفيفاً يجلوه القارئ ..
وينطبق هذا على حال قصة (تحوّلات فينوس ) فالعنوان محمول على الرمز و(المديرُ) يحمل رمزاً مفتوحاً ..

يملك الدكتور محمد جمال طحان الرغبة بالاقتحام على مستوى الجنس الأدبي واللفظة . والمغامرةُ لديه مُسوَّرة بالحيطة والتؤدة ، ولكنها لا تخلو من الجرأة والفروسية فقد كتب القصة القصيرة جداً وكانت له مشاركات ونشر بعضها فأجاد في بعضها وزلَّ في بعضها الآخر وهو الفائز بالجائزة الثانية للسيرة القصصية في مسابقة " ثقافة الطفل العربي (أبو ظبي) بعنوان : أبو الضعفاء .

ومن القصص القصيرة اللافتة والمعبّرة (سريالية ) " دهش لأنَّ لوحته نالت الجائزة الأولى في مسابقة باريس بعد أن أنهى إجراءات السفر ، وصل إلى المعرض .. رأى لوحته . همَّ بأن يقول للقائمين على المعرض بأن لوحته معروضة بالمقلوب .. لكنه في آخر لحظة .. لزم الصَّمْتَ .. واكتفى بالاندهاش .. "
إنها قصة تقولُ الكثير وتكثّفُ ما يمكن أن يقال في صفحات حول الواقع الثقافي ولوثاته..
وقد أحسن الشاعر مصطفى النجار في تقديم حواره مع الدكتور محمد جمال طحان والذي نُشِرَ في مجلة "السراج " العمانية.
فقال في مقدّمة الحوار: " مُفكَّرٌ في إهاب مبدع ، ومبدع في إهاب باحث و...و..
تراه هادئاً ، هادئاً كثيراً على الرغم ما بداخله من طوفان ، من سعير الإبداع .. الذي يثمر قصائد وقصص وخواطر تخاطب العاطفة والفعل فضلاً عن البحوث الفكرية الجادّة .
إنَّ الجانب الفكريَّ وما فيه من أبحاث ودراسات ومشاركات يحتاج لدراسة خاصة . فلا يذكر محمد جمال طحان إلاَّ ويذكر المصلح عبدالرحمن الكواكبي ، وإذا ذكر الكواكبي حلَّ أمامَنا كتاب الدكتور محمد جمال طحان (الاستبداد وبدائله في فكر الكواكبي ) وهو من منشورات اتحاد الكتاب العرب . وقد حلَلَ في هذا الكتاب الاستبدادَ وكشف الكثيرَ من أفكار الكواكبي النيّرة الكاشفة لطباع المستبد وممارساته
، وهناك تحقيقٌ وجمعٌ للأعمال الكاملة للكواكبي .. وذكره في معرِض حديثه الذي أجراه مصطفى النجار فقال : " الكواكبي بدأ أقرب إلى الناس بعد شعوري الداخلي بأنه قريب مني . لابدَّ أن تحبَّ مفكَّراً ما كي تكتب عنه ، وتبحث عن فكره بشكل دؤوب لا يعرف الكلل أو الملل ..
وللباحث الطحان كتاب ( أفكار غيّرت العالم) وهو كتاب غنيٌ ودقيق وقدَّم على حلقات في إذاعة دمشق . وفيه الكثير من تجارب الشعوب ومبتكراتها وآراء الفلاسفة عَبْر التاريخ  .
أرى أنَّ الكتابة المحاطة بسياج السرعة والزمن والمكان لا تغني الإنسان المبدع . فهناكَ جوانب كثيرة يمكن للمرء أن يثيرها ، وأن يكتبها عن إنسانٍ ينام متأخّراً ويستيقظ باكراً ودواؤه في حقيبته لا يفارقه . وأكثر من ذلك يجد الحواجز والعوائق أمامه فلا يجدُ بدّاً من القول.." معاذ الله .. أن يعاني المبدع العربي من أيَّ هموم .. بل يكاد يضجر من البطر "
إنَّهُ في بحبوحة من العيش على الصعيد المالي لأنَّ نشر قصّة أو قصيدة واحدة تكفيه ليعيش شهراً في رخاء"
هي عصارة ألم ، ومرارة التجربة . الأقلام تخوننا بالتعبير عنها . وننتظر من الدكتور محمد جمال طحان إصدار الكتب التي تنتظر طريقها للنشر . وننتظر منه تحقيق مشاريعه الفكرية الثقافية التي يتوق لها ، ويسعى إليها دون كلل متحدَّياً ظروفه...            








 
  محمود محمد أسد – حلب - سوريا (2011-03-07)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

الدكتور محمد جمال طحّان وتعدّد الزوجات الأدبيّة-محمود محمد أسد – حلب - سوريا

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia